وهذا الدعاء للقطب الأكبر ، والعلم الأشهر ، والطود الأظهر ، العالي السنام.وهو
البدر الطالع ، الواضح البرهان ، الغني عن التعريف والبيان المشتهر في الدنيا
قدره ، والذي لا يختلف في غوثيته اثنان.وطريقه ترياق شاف ، لأدواء العباد ،
وذكره رحمة نازلة في كل ناد. جمع الله له الشرفين : الطيني والديني ، وأحرز
الفضل المحقق اليقيني سيدنا عبد السلام بن مشيش.
سيدي عبد السلام بن سليمان المعروف بمشيش بن أبي بكر بن علي العلمي
الإدريسي بن بوحرمة بن عيسى بن سلام العروس بن أحمد مزوار الإدريسي بن
علي حيدرة بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن
الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء بنت
الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم تسليماً. كانت ولادته سنة 559هـ /
1163م ببني عروس قرب العرائش.
حياة ابن مشيش
تعلم في الكتّاب فحفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشر ثم أخذ في طلب
حياة ابن مشيش
تعلم في الكتّاب فحفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشر ثم أخذ في طلب
العلم كان ابن مشيش شخصاًّ سوِّياًّ يعمل في فلاحة الأرض كباقي سكان المنطقة ولم يكن متكلا على غيره في تدبير شؤون معاشه تزوّج من ابنة عمه يونس وأنجب
منها أربعة ذكور هم: محمد وأحمد وعلي و عبد الصمد وبنتاًّ هي فاطمة.
ولم يكن الشيخ منكبا على العبادة كما يرى البعض بل الظاهر من خلال أعماله أنه
ولم يكن الشيخ منكبا على العبادة كما يرى البعض بل الظاهر من خلال أعماله أنه
قسم حياته إلى ثلاثة مراحل أعطى المرحلة الأولى للحياة العلمية وأعطى الثانية
للانشغال بالأولاد و الجهاد و أعطى المرحلة الثالثة للعبادة حيث اختار المقام في
الجبل الذي هو به في قرية أدياز الفوقاني حتى مات شهيداً
شيوخه وتلامذته
كان رضي الله عنه ذا جد واجتهاد ومحافظة على الأوراد قطع المقامات والمنازلات حتى نفذ إلى طريق المعرفة بالله, فكان من العلم في الغاية و من الزهد في النهاية.
من مشايخه في الدراسة العلمية العلامة سيدنا أحمد الملقب (أقطران) وهو دفين
قرية أبرج قرب باب تازة, ومن مشايخه شيخه في التربية والسلوك الرباني, سيدنا
عبد الرحمن بن حسن العطّار الشهير بالزيات, الذي أخذ عنه علوم القوم التي
مدارها على التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم, فنال من ذلك الحظ الأوفر
. وقد صرَّح القطب عبد السلام ابن مشيش بأن شيخه (عبد الرحمن المدني) كان
ياتيه من المدينة المنورة طيًّا للتربية والتسليك, كما نقله عنه تلميذه أبو الحسن
الشاذلي.
وقال العارف بالله محمد بن مسعود الفاسي المكي في كتابه "الفتوحات الربانية" :
وقال العارف بالله محمد بن مسعود الفاسي المكي في كتابه "الفتوحات الربانية" :
أتى لمولانا عبد السلام ابن مشيش – أي شيخه عبد الرحمن المدني – لما وقع
الجذب وهو ابن سبع سنين, فدخل عليه وهو عليه سمة أهل الله فقال له: أنا شيخك
! وأخبره عن أموره وأحواله ومقاماته مقاماً مقاماً. وقال له: أنا واسطتك في كل
حال ومقام!
وقد سئل ابن مشيش بعد ذلك: هل كنت تأتيه أو يأتيك؟ فقال: كل ذلك قد كان! فقيل
له: طياًّ أو نشراً؟ قال: طياًّ !
وفاته
ولعل سبب خروج سيدي عبد السلام من خلوته تصديه لابن أبي الطواجن الكتامي الذي ادعى النبوة وقد أثر في بعض الناس من أبناء عصره، فحمل عليه وعلى أتباعه بالمنطق والأدلة الدينية قولاً وعملاً حملات شعواء، حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله، فبعث بجماعة للشيخ كمنوا له حتى نزل من خلوته للوضوء والاستعداد لصلاة الصبح فقتلوه سنة 626 للهجرة / 1228م, رحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
نص الدعاء:"اللهمَّ صلِّ على مَنْ منهُ انشقَّت الأسرار, وانفلقَتِ الأنوارُ، وفيهِ ارتقَتِ
الحقائقُ، وتنـزَّلتْ عُلومُ آدمَ فأعجزَ الخلائقَ، ولهُ تضاءَلتِ الفُهومُ فَلمْ يُدْرِكْهُ منّا
سابقٌ ولا لاحِقٌ، فرياضُ الملكوتِ بزهرِ جماله مونِقةٌ، وحياضُ الجبروتِ بِفيضٍ
أنوارِهِ مُتدفّقةٌ، ولا شيءَ إلا وهوَ به منوطٌ، إذ لولا الواسِطةُ لذهَبَ كما قيلَ
الموسوطُ، صلاةً تليقُ بكَ مِنكَ إليهِ كما هو أهلهُ، اللهمَّ إنّه سرُّكَ الجامعُ الدَّالُّ عليكَ،
وحِجابُكَ الأعظمُ القائمُ لكَ بينَ يديكَ، اللهمَّ ألحقْنِي بنسبِهِ، وحقِّقْنِي بحسَبِهِ وعرِّفني
إِيَّاهُ مَعرفةً أسْلمُ بها مِن مواردِ الجهلِ، وأكرعُ بِها مِنْ مَوارِدِ الفَضل. واحملني على
سَبيلِهِ إلى حَضْرتِكَ حَمْلاً محفوفاً بِنُصْرَتِكَ، واقذفْ بي على الباطل فأدمغَهُ، وزُجَّ بي
في بحار الأَحَدِيَّة، وانشُلني من أَوْحالِ التَّوحيدِ، وأغرقني في عين بحْرِ الوَحدةِ، حتى
لا أرى ولا اسمَعَ ولا أَجِدَ ولا أُحِسَّ إلا بها، واجعلْ الحِجابَ الأعظمَ حياةَ رُوحي،
ورُوحَهُ سِرَّ حقيقتي، وحقيقَتَهُ جامعَ عَوالمي، بتحقيقِ الحقِّ الأوّلِ، يا أَوّلُ يا آَخِرُ يا ظاهِرُ يا باطنُ، اسمع ندائي بما سمعْتَ به نداءَ عبدِكَ زكريا، وانصُرني بكَ لكَ،
وأيّدني بكَ لكَ، واجمعْ بيني وبينَك وحُلْ بيني وبينَ غَيرِك، اللهُ، اللهُ، اللهُ ((إنَّ الذي
فرضَ عليْكَ القُرآنَ لرادُّكَ إلى معادٍ))، ((ربَّنا آتِنَا مِنْ لدُنْكَ رحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً))". اهـ
تحميل كتاب كروم عرائس التهاني شرح صلوات ابن مشيش الداني
حجم 32.82 MB
نسخة 1840 م
للامام الفاضل شيخ الطريقة الخلوتية
أبو المواهب مصطفى بن كمال الدين بن علي الصديقي البكري (ت
1162هت/1748م).
تحميل شرح صلاوات بن مشيش حجم 7.23 MB
نسخة 1856م
للامام الفاضل شيخ الطريقة الخلوتية
أبو المواهب مصطفى بن كمال الدين بن علي الصديقي البكري (ت 1162هت/1748م).
تحميل شرح صلاة القطب ابن مشيش حجم 9.44 MB
سيدي أحمد بن سيدي محمد بن سيدي المهدي بن سيدي الحسين بن سيدي محمد
بنعجيبة الحجوجي ت 1225 هـ
اصدار دار الرشاد الحديثة دار البيضاء المغرب
0 التعليقات:
إرسال تعليق